وتطوير أفكاري وممارساتي ..
كان الصفّ الأوّل الابتدائي نقطة انطلاق فاشلة من جانبين :
الأوّل : انعدام الرغبة في الحضور الفاعل ; ولعلّه بسبب القيود والالتزامات التي تفرض التخلّي عن حرّيّة اللهو واللعب ونظائرهما ; أو لأجل الهيبة التي هيمنت عليّ جرّاء الفضاء الجديد ، ولعلّ الاُستاذ آنذاك ما كان يجيد فهم وتشخيص العقدة النفسيّة التي تصيب بعض التلامذة الجدد ليعمل على معالجتها ورفعها ; أو للسنّ المبكّر الذي اُدخلت به المدرسة ، فالقرائن والشواهد الكثيرة تؤكّد تسجيلي وأنا في سنّ الخامسة من العمر ، وهذا ما يؤهّلني على أقصى تقدير علمي منهجي للالتحاق بالصفوف التمهيديّة ـ الروضة ـ لا الصفّ الأوّل الابتدائي ..
هذه الأسباب مجتمعة قادت بي إلى بغض المدرسة وهروبي المتكرّر منها وتحايلي على العائلة ، فشكّلت بداية غير موفّقة على الصعيد العلمي ، وأسّست لعقدة عانيتُ منها كثيراً في حياتي ..
الثاني : البقاء في ذات الصفّ لسنة اُخرى بسبب الرسوب ، وهذا ما يعني سنة كاملة من التخلّف العلمي وعدم اللحوق بركب المستقبل ; إذ حركة التطوّر لا تستكين ولا تفهم معنى التوقّف ..
كنت ولداً مشاكساً مَثَلي مثل الكثيرين من أقراني ، أزعجْنا «بوكاحتنا» عوائل محلّتنا وشكوا بنا أهلينا ، بل حتى الأهل قد عانوا منّا الأمرّين بفعل فضاء الطفولة الذي كان يتيح لنا اللهو واللعب بصوره