الاستمرار الرصين والعطاء المطلوب ..
إنّنا ضمن إطار البيت الواحد نعاني الفرقة والشتّات والتغالب والحذف والتسقيط وبثّ روح الضعف والتراجع في نفوس الناس المفتقرة إلى الانسجام والاُلفة والأمن والسلام والرفاه ; حيث طال انتظارها لعقول نيّرة وقلوب طيّبة وهمم عالية تنهض بها من الواقع المأساوي إلى فضاءات الخير والإيمان والراحة ..
والذي يزيد الحزن والألم أنّنا لازلنا نصرّ ـ بأساليبنا وممارساتنا ـ على البقاء «طفوليّين» «نفعيّين» «مستجدّين» في عمليّة التأسيس والبناء برفضنا المعايير العلميّة والشروط الموضوعيّة لهما وتمسّكنا بأدواتنا الفاشلة ورغباتنا الفرديّة ..
إلى ذلك ، فلقد نجح النظام البائد ـ للأسف ـ في اختراقنا بغرسه ثقافة الاستبداد والطغيان فينا بلا ارادة منّا ، رغم معارضتنا واختلافنا الكبيرين معه ، وهذه من أشدّ المحن التي سنبقى نعاني منها وتظلّ ساريةً في حنايانا إن لم نتمكّن من معالجتها وإماتتها في نفوسنا من خلال العزم المنهجي الجادّ بالرجوع إلى ذلك المحتوى الأصيل وتلك المبادئ التي صاغها أعلامنا ومارسوها بما توفّر لديهم من الوقت والإمكانيّات ممارسةً رائعةً هي في الحقيقة مناهج وأنساق لنا ، لا يمكن لتغابر الزمان وتباعد المكان أن يسقطاها عن مرتبتها الرفيعة ومنزلتها الشاهقة ..
إنّنا على مفترق طريق :