الذوقيّات وحفظ ترتيب العلماء والكتب تاريخيّاً ... وقد استهوتني ورغبت فيها ، بخلاف عمليتي مقابلة المخطوطات والاستخراج اللتين عانيت منهما ; حيث باشرت فيهما وأنا لازلت في نقطة الانطلاق توّاً ، فكنت كالأعمى الذي يتخبّط بين هذا القول وتلك الرواية ولا أعلم كيفيّة استخدام المصادر والاستخراج منها .. وصارت صياغة الهوامش مهمّتي الأساسيّة التي مُنِحتُ من خلالها كتاب شكر وترقية معاش وهديّة كتاب مستدرك الوسائل للمحدّث النوري ، الأثر الحائز على جائزة أفضل كتاب تحقيقي في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ..
امتلكت ثقة عالية بالنفس ، وكان نجاحي في صياغة الهوامش القاعدة التي انطلقت منها إلى مجالات أوسع وأهمّ ، كاستخراج المجاهيل ـ أي الأقوال والروايات والآثار وعموم الموارد التي عجز عن استخراجها حتى المدقّقين ـ وأوّليات تقويم النصوص ، ثم تقويم النصوص ، ثم المراجعة والإشراف النهائي وكتابة المقدّمات ، إلى جانب ذلك إدارة التحقيق والمساهمة في صياغة برامج وخطط وأعمال المؤسّسة والتواجد الفاعل في مختلف الأروقة والمحطّات التي تهمّها من قريب وبعيد ..
ويزيدني شرفاً وفخراً أن ساهمت في تحقيق أكثر من خمسين مجلّداً من إصدارات المؤسّسة ، وتمام ثمانية مجلّدات بشكل فردي ومستقل خارج إطارها .. إلى ذلك الإشراف ومراجعة عشرات الآثار التحقيقيّة والتأليفيّة ـ التي اُنيطت بالمؤسّسة مهمّة مراجعتها والإشراف عليها ـ وإبداء الرأي النهائي الذي عاد يشكّل نوعيّاً رأي المؤسّسة برمّتها ..