إليه همومي ولواعجي ، إلى الملاذ والملجأ والكهف الذي كلّما حاصرتني الهموم وهاجمتني الأحداث أفرّ إليه فيؤويني ، إلى العقل المفكّر والناصح الأمين والمستشار الفطين الذي كلّما زللت وانحرفت وأثمت وأخطأت وجهلت يرشدني ويعلّمني ويهديني .. إنّي مفتقرٌ محتاجٌ لكلّ هؤلاء ، وقد بحثتُ عنهم وابتهلت ودعوتُ وانتظرت لكنّي مازلت وحيداً حزيناً أعول بغربتي وجهلي وآلامي التي تؤذيني ..
عزائي الوحيد هو لوذي بديمومة البحث والابتهال والانتظار علّني أبلغ غايتي ومناي ، وقد علّمتني أدبيّات الدين والمبادئ أنّ القنوط مفتاح الخسران ، ولاسيّما أنّ اليأس من رَوح الله ورحمته كفرٌ وظلمٌ لا محال ..
إذا اسعفتني الذاكرة جيّداً فإنّي مذ بدأت اُميّز الأشياء كنت أشعر بالأذى والألم لو نالني سهم نقد واعتراض أو استهزاء وإذلال ، وبردّ فعل معاكس سريع اُواجه الموقف آنذاك ..
وأعترف ببقاء هذه الصفة إلى الآن ، لكنّ آليّة معالجة الموقف اختلفت ، فما عدت ذلك الطفل والمراهق والشابّ الناشئ الذي يواجه الأحداث مواجهة عاجلة عاطفيّة ، وهذا أمر طبيعي منطقي يقتضيه حال العمر والخبرة والميل إلى الكياسة والتدبير التي تمنح الإنسان اُفقاً أوسع وهدوءاً أكثر ورباطة جأش يعالج بها القضايا والاُمور ـ التي منها النقد وغيره ـ معالجةً سليمةً مؤثّرة ..
لازال النقد وسواه يجرحني ويؤلمني ويثير أحزاني وأشجاني ،