والمصطلحات أختطفها من هنا وهناك فاُعيد تلاوتها ببغائياً على السطحيّين من أقراني ليقفوا منبهرين بعلمي ومعرفتي!!
وأنا المطمئنّ بقشريّة أفكاري صرت اُصدّق علوّ كعبي وسعة طاقاتي بفعل إطراء المساوي والداني!!
كنت ولازلت اُحبّ الإيمان والعلم والأخلاق الكريمة ، لكنّي لا أملك شيئاً منها .. وهذا الحبّ الذي بقي مجرّد شعور وإحساس بلا ممارسة وتصديق هو الذي يثير أشجاني وآلامي .. ولا أنسى أنّي بذلت كثير الجهد ـ اختياريّاً وإجباريّاً ـ لأفهم وأتعلّم واُهذّب نفسي ، فدرست ودرّست وطالعت وتباحثت وحقّقت وكتبت واستمعت وشاهدت وحشرت نفسي مع أهل المعرفة والثقافة والأخلاق ، وما تخلّيت عن فضاء القراءة والكتابة والبحث سوى أيّاماً معدودات لأحداث قاهرة ; كلّ ذلك علّني أجد ذاتي وأتجاوز آثامي وأقف على مواطن الجهل التي تؤرّقني وتقضّ مضجعي ... لكنّي لا زلتُ حزيناً اُحسّ بغربتي وأفتقد الدليل والحبّ : الدليل الذي يأخذ بي إلى اُسس المعرفة السليمة ، والحبّ الذي يرفد أحاسيسي وأعماقي بما افتقدته طيلة الأيّام والسنين من حنين وشوق وعطف ..
بين أهلي وأحبّتي ، وسط فضاءات الثقافة والفكر ، أجدني غريباً تائهاً غاطساً في جهلي ، يا لمحنتي وإضطرابي وخشيتي وبؤسي .... أتوق إلى الصدر الدافئ إذ يضمّني ويحميني ، إلى الصاحب الذي أشكو وأبثّ