الأبيض والأسود ، القريب والبعيد ، الموافق والمخالف ... كلٌّ يتسامون فوق كلّ شيء ..
أمواجٌ بشريّة متلاطمة تطوي المسافات النائية بقلوب لهفى وعيون حرّى وعقول حيرى إلى حيث يقف ذلك الشهيد سامقاً مهيباً عاليا ..
فله يرخص كلّ شيء وتهون النفس ، يا أغلى من كلّ شيء ..
إنّهم يتسامون على الجراح والآلام ، على المال والبنين والمقام ، بقلوب الحبّ والعشق والذوبان ، بعقول العقيدة والمبادئ والإيمان ; لينالوا فرصة لقاء المحبوب ، هذا المحبوب الذي قضى شهيداً صوناً للشرف والقيم والكرامة والأخلاق ، فالتأسّي بهكذا شهيد ليس جرماً على الإطلاق ، إنّه عين الصواب وحقّ اليقين ، فلا غنوصية ولا هرطقة ولا بدعة ولا غلوّ ولا أوهام ولا أفيون ، هي الحقيقة الألقة كألق الشمس في رابعة النار ..
وإن كان ذكره بمختلف الطرق والآليات يحرّك العقل والقلب والاحساس فلِمَ لا يكون نهجه فكراً ورسالةً ورمزاً وملاذاً واُسوةً ومناراً لجميع الناس ، ولاسيّما أنّه الذي خرج للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب الإصلاح ، منتفضاً على الذلّ والظلم والانحراف والفساد ليقيم العدل ويسترجع العزّ والحقّ المباح ..
لا عجب إذ ينطلق العاشقون من كلّ حدب وصوب ، من هنا ، من هناك ، من تلك القرى والنقاط المجهولة التي تناستها حتى خرائط