الجغرافيّة والتأريخ ، إلى كربلاء الحسين عليه السلام ، بلذّة التعب والعطش والجوع ، بجرأة الانتصار على الإرهاب والترويع والقتل بجذر الإيمان وغصن العشق المربوع ، تزحف الجموع مجدّدةً عهد الوفاء لأبي الأحرار وسيّد الشهداء عليه السلام ، وهي إذ تكرّر البيعة لأبي عبدالله إنّما تعلن التزامها بالنهج السليم والنسق الصحيح والفكر الأصيل ، التزامها بحسين الرقّي والبهاء ، حسين التصوّر والتصديق ، حسين الكرامة والإباء ..
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ ، وَعَلَى الاْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنآئِكَ ، عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ أَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ...
* * *
ورد في «منية المريد» للشهيد الثاني ، تحقيق الشيخ رضا المختاري ، طبع ونشر مكتب الإعلام الإسلامي ، ١٤٠٩ هـ ، ص ١٨٣ :
وعن محمّد بن سنان ـ رفعه ـ قال :
قال عيسى بن مريم عليهما السلام : يا معشر الحواريّين ، لي إليكم حاجة ، اقضوها لي ..
قالوا : قُضِيَتْ حاجتك يا روح الله .. فقام فغسّل أقدامهم ، فقالوا : كنّا نحن أحقّ بهذا يا روح الله ، فقال : إنّ أحقّ الناس بالخدمة العالِم وإنّما تواضعتُ هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم .. ثم قال عيسى عليه السلام : بالتواضع تُعْمَرُ الحكمة لا بالتكبّر ، وكذلك في السهل