والانتماء ... نتعارك ، نتحاور ، بألم وقسوة ومرارة ، ولكن بعيداً كلّ البعد عن أجواء الشامتين والمخالفين الذين يتربّصون بنا الفرقة والشتات ، ناهيك عن الوقت الحاضر الذي لابدّ من التسامي فيه على الخلافات والآلام صوناً للمبادئ وحفظاً لتاريخنا واحتراماً لأهدافنا واعتزازاً بنتاجنا ..
إنّ حنيني إلى سالف الأيّام ـ رغم مرارتها ـ مردّه إلى تلك الحالات التي كانت حاكمة علينا آنذاك ، حالات الإخلاص والاُلفة والرغبة والشوق والصبر على المشاقّ وضيق الإمكانيّات ، فجميعنا كنّا نجهد ونعمل وننتج من أجل هدف مشروع ; حيث كان ولازال رائدنا الذود عن حمى الدين والقيم الحقّة عبر إحياء ونشر علوم آل محمّد (عليهم السلام) .... لكنّ الحالات الجديدة بدّلت الكثير ، وصار الإخلاص والاُلفة مورد تزلزل وضعف ، فما عادت الاُمور والأخلاق والأوضاع والأهداف كما كانت آنذاك .... ولعلّ العسر يصنعنا واليسر يهدمنا ، لا أدري قد تكون فتنة يتخطّاها قومٌ ويسقط في فخّها آخرون ..
مخطئٌ من يعتقد موت الأفكار أو قتلها بمجرّد استبداد أو خنق للأصوات ، فإنّها لابدّ وأن تعلن عن وجودها سواء بالنطق أو الكتابة أو الرسم أو التمثيل أو الإشارة ، ولا تعجب إن كان الصمت والعزلة يعبّران أحياناً كثيرة عن فكرة ورؤية معيّنة ، ولاسيّما أنّ المتلقّي الواعي والمترجم الجيّد موجودان على طول الخطّ ..