والإحباط والضبابيّة والحيرة والقلق والتيه إلى فضاءات السرور والأمل والشفّافيّة والحسم والاطمئنان ومعرفة الذات ، فيحلّق ألِقاً في رحاب الحبّ الحقيقي والإيمان الصادق ..
* * *
لا أعلم مدى تفاهم العقل والشعور إزاء بعض التصوّرات والرغبات ، هل هي عقليّة محضة ، أم شعوريّة محضة ، أم نتاج كليهما؟ فرغم قناعتي وتمسّكي بحضوري العلمي الثقافي ، تراودني رغبةٌ ترقى أحياناً حدّ التمنّي تقودني إلى التصوّر وربما التصديق بالتفرّغ الكلّي والاستقلال والعزلة والتوجّه صوب المحطّات الخاصّة بي بلا تقيّد والتزام وارتباط ووصاية وظلّ ، بلا فضاء أراه يغمطني حقّاً طوراً أو ألحظ فيه مواقف وأساليب وقضايا تؤلمني وتثير أشجاني طوراً آخر .. فلا أدري هل اُصارع ازدواجيّةً في ذاتي أو اُكادح واقعاً من جهة ورغبةً من جهة اُخرى ، فهذا معقلٌ حقّقتُ من خلاله العديد من المطامح والغايات وأتمتّع فيه بموقع وسمعة واحترام وتقدير .. وتلك خلوات أنأى بها من همّ الالتزام والوصاية وهمّ اللحظات والمواقف التي اشمئزّ منها وتؤلم أعماقي وحناياي ..
وربّ قائل يقول : المانعُ مرتفع والمقتضي موجود ، إلى ذلك : الشعور المتواصل بأ نّك تنال نصيبك من الجفاء إثر بعض المواقف والاُمور .. فما عليك إلاّ أن تغلق ملفّ حضورك إلى الأبد ..
أقول : كلّ ذلك صحيح ، ولكنّ الجفاء لا يمكن الردّ عليه بجفاء آخر أشدّ منه ، فإنّني أعتقد بحرمة هذا المعقل وبخدماته الجليلة للقيم والمبادئ