نعم ، إنّ الملاك والميزان (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الاْنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (١) ..
فالإيمان ممارسة عمليّة واعية للقيم والمبادئ والمفاهيم الحقّة ، الأمر الذي يلازمه الألم والمعاناة وتحمّل المشاق ..
أينفعني حبّي لمحاور هويّتي وأقطاب انتمائي وأعلام ثقافتي وهداة معرفتي ومحرار أفكاري دون التقيّد المطلوب بالمحتوى الذي جرى التأكيد على العمل به ، أو دون العمل بالأدبيّات التي ركّز عليها ذلك الفكر والمدرسة المعهودة؟
هنا تتضارب النصوص التي تصرّح طائفة منها بكفاية الحبّ المشار إليه ، والطائفة الاُخرى التي تصرّح بوجوب العمل بما أقرّه الفكر والمدرسة المعهودة .. ولعلّ التفصيل فيهما يخرج المقام عن حالة الطرح المتّخذة هنا من حيث الاختصار والإيجاز ، وعصارة الحلّ تكمن آخر المطاف في مراعاة جملة من القواعد العقليّة والاُصوليّة والمنطقيّة ، مثل : الاحتياط حسن على كلّ حال ، احتط لدينك أخوك دينك ، الجمع أولى من الطرح .. لذا بات الحبّ الحقيقي العملي هو ذلك الحبّ المقترن بالالتزام بمقرّرات المحبوب وتوصياته ، وجوباً كانت أم حرمةً أم استحباباً أم كراهةً أم إباحةً ... الأمر الذي ستقرّ به يقيناً عيون المحاور والأقطاب والأعلام الهداة ..
__________________
١ .. سورة العصر : ١ ـ ٣ ..