الذي نعتقد أنّه الحقّ الصحيح ـ إلى إيجاد فرص الحوار البنّاء المرتكز على المعايير والضوابط المنطقيّة السليمة ، إلى فضاء يمتلئ بالحيويّة الحقيقيّة التي تعني المشاركة الواقعيّة في البحث والصياغة والممارسة ; بجعل مقولة «تلاقح الأفكار» أمراً عمليّاً صادقاً لا شعاراً طوباويّاً محفوراً على أروقة الأحلام والمثاليّة العقيمة ..
إنّنا حينما نمنح الأخصّائي والخبير والفنّان والعالم ... الإجلال والإكرام ، حتى في حال السكون والصمت ، إنّما نمنح العلم والثقافة والمعرفة والموهبة والتخصّص والخبرة ذلك الإجلال والإكرام ، وإلاّ فإنّ الجهد العضلي والبدني الذي يبذله عامل المنجم والبناء ونظائرهما أكثر بكثير من جهد المشار إليهم أعلاه مع احترامنا لكلّ الناس وطبقات المجتمع .... فالفكر والعقل والنتاج الذهني راجحٌ على النتاج الآخر .... إنّ محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله تمكّن من تغيير واقع ونهج ومصير اُمم بكاملها من خلال الفكر والعقل والثقافة ، وتدّعي النهضة الغربية أنّها مدينة لفرانسيس بيكون إثر مجموعة فصول كتبها بعنوان «الاُرجانون الجديد» استطاعت أن تغيّر وجة الغرب تغييراً أساسيّاً .. إنّنا إذن بحاجة كي نكرّم فينا العقل والفكر والمعرفة دون أن نتناسى سائر الجهود المبذولة ..
كيف يمكن الجمع بين «الشفّافيّة» و «حفظ التوازنات»؟ طرح هذا السؤال ينطلق من كون الرأس الأساس يمتاز في الأوساط المختلفة ببذل أقصى الجهد وغاية السعي لحفظ التوازنات والبقاء على مسافة واحدة من