والأحاسيس شيءٌ والواقع بلوازمه العقليّة والمنطقيّة شيءٌ آخر ، ولا أعلم ماذا يضمر لنا الغد من أحداث ومتغيّرات ومفاجآت ..
لابدّ من صياغة منهج ونسق يتناسب مع حاجة اليوم ويلبّي متطلّبات الغد ، والهامّ فيه أن يكون شاملاً متكاملاً واضحاً لا إبهام ولا لبس فيه ، كلّ جهة وفرد يدرك تماماً ما له وما عليه من حقوق وواجبات واختيارات وصلاحيّات ، منهج يعتمد الاُسس والمعايير المتعارفة عندنا والتي لا تتنافى مع الشرع والقانون ، وبذلك يمكن له أن يكون برنامجاً عمليّاً واقعيّاً ..
إنّ المفهوم الكاريزمي الحاكم ربما جعل من تفعيل هذه الفكرة أمراً صعباً أحياناً ; كونها تفتقر مزيداً من البحوث والمناقشات التي تعالج الأوضاع والنواقص والاحتياجات في حال أكثر انفتاح وحرّيّة ; فلكي تجد النتائج تفهّماً وقبولاً عمليّاً لابدّ لها من المرور عبر الفيلتر الكاريزمي ذي الكلمة الفصل ، صاحب القدرة والنفوذ الهائلين ، وقد أثبتت التجربة تعثّر وتكسّر العديد من المقترحات والآراء إثر استشكال ورفض الرأس الأساس لها ، ولابدّ أن نعترف أنّ بعض الدراسات والاقتراحات التي قُدّمت كان ينقصها الدقّة والواقعيّة .. والبعض الآخر يلبّي حاجات الأفراد أكثر من حاجة الفضاء ..
والمقصود بالمنهج والنسق ما يعمّ الحقوق والواجبات والمشاريع العلميّة والتخصّصيّة ، منهج يتكفّل نظاماً شاملاً متكاملاً يلحظ الظرف الراهن وحاجة المستقبل ..