لذا عاد التباكي على المؤسّسة وماضيها وتاريخها المشرّف أمراً هامشيّاً ـ ولازال الرأي رأي البعض ـ فاليوم له شأنه ، وشأن اليوم مختصٌّ بالانهماك في تأسيس هذا المركز وتلك الخليّة ، خصوصاً تشييد المعاقل التي تُردّ بها أحاجيج المعترضين على نهج المرجعيّة وعقليّتها في أنّها لا تواكب الازدهار والتطوّر التقني العلمي الحديث ..
شأن اليوم مختصٌّ بمتابعة احتياجات الناس وانتظاراتهم من المرجعيّة العليا ، من سفرات تفقّديّة إلى توسعة علاقات وارتباطات ، إلى مراقبة الأحداث والأوضاع عن كثب ، دراسة المشاريع الجديدة ، قضايا الوكالات والوكلاء ، شهريّة الحوزات العلميّة ، تمويل المشاريع المختلفة وتأمين مستقبلها ، إدارة الأعمال والاُمور المختلفة ، بعثة الحجّ التي أخذ بريقها بالاُفول عاماً بعد آخر ، بعد افتقاد الشخصيّات الكبيرة التي كانت تضمّها ; لأيّ سبب كان ، سواء للشيخوخة أو المرض أو الزعل أو غيرها ..
إذن ما عادت المؤسّسة تمثّل حاجةً وضرورة ، أعني المؤسّسة بمحتواها العلمي التحقيقي ، وإلاّ فهي الآن وعاء المرجعيّة الأساس وظرفها الارتكازي .. نعم ، متابعات تلقائيّة قد تكون في السنة مرّة واحدة ، وقد تكون إثر تحريك هذا وتهييج ذاك .. متابعات لا أراها تسمن أو تغني من جوع وضمأ ..
وإن عاد يهتمّ في الآونة الأخيرة لأمر يخصّ المؤسّسة فهذا الاهتمام ناشئ أحياناً من موضوع له ارتباط وثيق بالظرف الجديد الذي فرضه واقع