والعطاء .. بل سحب معه أيضاً طاقات المؤسّسة ومحاورها وصارت مجرّد عنوان انتماء ـ غير فاعل ـ لوجودها التحقيقي ليس إلاّ ..
منها : إنّ الصبر والتحمّل والمعاناة التي عاشها أفراد المؤسّسة في تلك الأيّام الحوالك كانوا ينتظرون بعدها انفراجاً وتغيّراً نحو الأفضل اقتصاديّاً ، لكنّهم شعروا بخيبة أمل بعد التغيّر المعهود ; إذ لازالوا يجدون أنفسهم في وضع لا يُحسَدون عليه ـ ولاسيّما حينما يرون باُمّ أعينهم اُناساً لم يتجاوزوا سنين قلائل على انتمائهم للفضاء وإذا بهم شادوا وعمّروا وتموّلوا ، اُناساً غير ذوي تخصّص ، لكنّهم بحكم القرب الفيزيائي حصلوا على ما حصلوا .. بل يرون «المؤلّفة قلوبهم» يسرحون ويمرحون بالخير والنعمة ـ الأمر الذي تسبّب في هجرة العديد من النخب والكوادر ، أمّا الباقون فمنهم من جعل أعمال المؤسّسة في الدرجة الثانية والثالثة على سلّم أولويّاته ، ومنهم من جعل الحضور والتواجد الرمزي كافياً في الإبقاء على شعرة معاوية ، وهناك من بقي على الجدّ والمثابرة ولكنّ في قلبه شيء .. أمّا المنتفعون فهم في عيشة راضية ..
منها : أنّ البعض يرى في استراتيجيّة الرأس الأساس مجموعة سلالم ومراحل لبلوغ المقاصد ، وما كانت المؤسّسة سوى ذراعاً وجسراً لتلك المقاصد ، وبتحقّقها فقدت المؤسّسة بريقها وعنفوانها ، رغم تصريحه كراراً : إنّ المؤسّسة وليدي وثمرة جهدي وخلاصة أتعابي .. ولا يراه ذلك البعضُ يعتصر ألماً لو يُغلَق فرعٌ من فروع المؤسّسة هنا أو هناك ; إذ وقع المطلوب وتحقّق المراد ..