الحركة الفكريّة والنقديّة يستفاد منها في ترسيخ أعمدة الفضاء وقواعده ..
وكنت قد ذكرت في مقال أنّنا نواجه «ظاهرة ظلّ العصمة» ـ بتفاوت الصياغة ووحدة المحتوى ـ التي تمارس عندنا ممارسة عمليّة واضحة .. وزهاء عقود قضيتها هنا لم يخطر ببالي تراجعاً واحداً ـ سواء شهدته أنا أم حُكي لي ـ أو اعترافاً بخطأ اُقِرّ به صريحاً أو الذي دونه ، ولا قيمة لقولنا : نحن بشر والبشر خطّاءُون .... ما لم نكن شفّافين في بيان أخطائنا بالتعيين لا بالعناوين الكلّيّة ..
أمّا قبول الانتقاد قبولاً عمليّاً فهذا أيضاً عزيز التحقّق عندنا ..
إنّنا أشبه ما نكون في حالة استلاب واستحلاب ، إذ نجوّز لذواتنا
ـ شعوريّاً أو لا شعوريّاً ـ ما يختصّ بالمعصوم عليه السلام من خيارات وصلاحيّات ، فنعمل بالقياس وننظّر لبطلانه ..
أمّا التأكيدات مراراً على منهج الجذب والاستقطاب ورفض منهج الطرد والإبعاد ، فقد وجدتها موفّقةً في موارد ومخفقةً في اُخرى :
موفّقةً على الغالب في استقطاب وجذب الخامات الشابّة الطامحة إلى النموّ والتطوّر الميداني التخصّصي والاعتباري وربما المالي أيضاً ..
مخفقةً في هجرة الكثير من الطاقات والشخصيّات ، سواء كانت هجرة عمليّة فعليّة بما فيها البعد المكاني والانتمائي ، أو بقيت ضمن الإطار لكنّها تمارس وجوداً وحضوراً رمزيّاً صوريّاً ; ولعلّ ذلك يعود إلى نسق إدارة الحلقات الرامي إلى تعبيد الطريق من أجل بلوغ الأهداف