المستقبل؟ وهل المستقبل منحصرٌ بما ننشط به فعليّاً أم نحتاج أيضاً قلوب الناس والرموز والأرقام الشاخصة من نخب وطاقات ومختصّين يكونون على استعداد لقبولنا والتحاور والعمل معنا والاستمرار في ذلك ، رغم افتقادنا آنذاك العنوان الذي نحيا في ظلّه حالياً .. هل ينسون غرورنا وتمنّنا وتعالينا وإسرافنا النسبي في اُمور دنيانا ومظاهرنا التي يصعب علينا الانفكاك عنها؟ هل ينسون ذلك رغم كلّ ما بذله الفضاء ورأسه من خدمات وجهود على أصعدة شتّى؟ فـ : «من أين لك هذا؟» سوطٌ يسلّط علينا عاجلاً أم آجلاً ، بالحقّ أو الباطل ، سوطٌ يقضّ المضاجع ويؤرّق الأجفان ويسلب الوسن ويخطف الصحّة والأمان ..
إن كانت مصلحة الفضاء لا تهمّ الكثيرين حتى الذين ينتمون إليه ناهيك عن غيرهم ، فإنّها تهمّنا ، كيف لا؟! وقد بذلنا حشاشة العمر وربيع السنين وكلّ الجهد والسعي كي يزداد علوّاً وشموخاً ، لذا أرى أنّ الذود عن الفضاء ـ رغم الموارد الانتقاديّة السابقة والتالية ـ أولويّة عمليّة لا راجح عليها ; فدعمه وإسناده دعمٌ وإسنادٌ للعلم والمعرفة ، دعمٌ وإسنادٌ للقيم والمبادئ الحقّة التي نؤمن بها وتمثّل وجودنا وهويّتنا ..
سؤال كبير : ماذا لو لم يكن الرأس الأساس موجوداً؟ ما عسانا فاعلين؟
الجواب : تخبطّ وتزلزل وتفكّك وتحلّل وسقوط رهيب ، تجربة عايشناها لأكثر من مرّة ، فمجرّد غياب بسيط له عن مسرح الأحداث