علت سجاياه الخلقيّة الطيّبة يبقى يحمل في حناياه آلاماً ومواقف لابدّ وأن تظهر بشكل أو بآخر ، ومهما بلغ التسامح عنده رفعةً فإنّه يبقى محتفظاً لنفسه بحقّ الردّ على هذا وذاك في الوقت والمكان المناسبين ..
لكنّك حينما تتّخذ إنساناً نموذجاً نسبيّاً في حياتك ، وترى فيه تسامياً فوق الانتقام وتصفية الحسابات ، فلا ينتظر الفرصة واللحظة المؤاتية كي يردّ أو يكيد الكيد كيدين ، ولا يرتّب الآثار المزمنة إزاء مَن خالفوا ـ مخلصين كانوا أم مغرضين ـ أو انتقدوا .... فإن ظهر خلاف ذلك ستصاب بالألم وخيبة الأمل ..
* * *
ولابدّ من التأكيد على شهادة وقناعة مشادة بالحجّة والدليل ، مفادها : أنّ معهودنا يمتاز بصفات حميدة قلّما تتوفّر في غيره ، وأعتقد جازماً أنّه سيترك لمسات مؤثّرة تبقى امتداداتُها مباركةً نافعةً لفترة تطول على مختلف الأصعدة العلميّة والاجتماعيّة والإداريّة .. كما أنّه «الخطّ الأحمر» الذي أعتقده في فضائنا رغم حبّي وتقديري واحترامي للآخرين .. وأرفض النيل منه لأغراض دنيئة ; إذ أرى في الممارسات التحريفيّة والحذفيّة بحقّه مناهجَ مشبوهة ، الهدف منها إلحاق الضرر ليس بالفضاء فحسب ، بل بالمنظومة القيميّة والمبدأيّة برمّتها بأيّ شكل من الأشكال ..