الدخن» هذا مصطلح وشعار وحالة من عشرات الحالات التي تعبّر عن منّة واضحة .... ولا أستثني أحداً ، فالكلّ باُسلوب وآخر يستعرض منّته على الناس ، متغافلين عن مراعاة أحاسيسهم ومشاعرهم رغم كونهم أصحاب حاجة ..
أمّا الظواهر التي لا تناسب شأن المقام فإنّها قد أقضّت مضاجع المحبّين والحريصين على منزلة الفضاء ووجوده ; محتجّين بأنّ مفروض هكذا فضاءات أن تكون ذا مظاهر مسانخة علميّاً واعتباريّاً ، بفضل حضور الرموز والنخب والطاقات ، حضوراً دائماً متواصلاً ، لا فضاءات تعجّ بمن لا يناسب حضورهم شأن المقام وأهله ..
أثبتت التجربة أنّ ملاك الولاء والقربة يعتمد غالباً الاُسس الظاهريّة حكماً وفصلاً للخطاب ، أعني أنّ الحضور الفيزيائي المقرون بالفنون الببغائيّة والتزلّفيّة والتصنّميّة له السهم والصدارة في نيل الرضا وقبول الأعمال ، أمّا الحضور الذي يعتمد العمقيّات والمعرفيّات فليس له إلاّ الحظّ الأدون ..
ومخطئٌ تماماً من يعتقد أن نوع الإنسان ينسى ويسامح على كلّ شيء ولا يحتفظ في قلبه وأحاسيسه بآلام ومعاناة إزاء موقف هذا وتصرّف ذاك ، مع غضّ النظر عن الأحقّيّة وملابسات الاُمور .. وهذا أمر طبيعي ; فهو إنسان كسائر الناس له مشاعرة وعقله وكرامته .... ومهما أغمض عن هذه وتلك فالقلب والأعماق باقيان ببقاء الحياة .. إنّه مهما