استراتيجيّة ثابتة تفيد أنّ «حلقات الصراع» تكمن في وجود العِدْل والندّ ، وبوجود هذا العدل والندّ المزاحم لا يمكن للأهداف أن تتحقّق ، وبإزالته فلابدّ من بديل يتّصف بالمميّزات المطلوبة باعتقاده ، بديل لا يزاحم ولا يعكّر صفو الأجواء بالنقد والاستكشاف ; والمصداق معنا لا يفارقنا ، فلقد فقدنا عمليّاً وخسرنا أرقاماً هامّة ، لكن الذي كسبناه عوامل تهدئة وبؤر طاعة ، مستقبلنا مجهول بها وغير مطمئنّ معها ..
إنّ ثقافة «الإسكات» متفشّية في أروقتنا ، فالهامّ في أساليبنا ومحاوراتنا الإسكات لا الإقناع ، وهذا المنهج يمرّر عبر أدوات وآليات مختلفة ، ولا شكّ أنّ الغلبة غالباً للمسكِت لا المسكَت ، ولاسيّما إن كان الثاني صاحب حاجة ، أو كان لا يجيد خلفيّات القضايا وإدارة الحوار و ....
ومن السذاجة بمكان أن نعتقد في أنفسنا الكسب عبر ثقافة «الإسكات» ، إنّها تجارة خاسرة لا محال ، كونها لا تتجاوز حدّ القشور والرغبات ، ولا تؤسّس لمفاهيم ومعاني راسخة ، الأمر الذي تشهد له شواهد ودلائل وقرائن لا تخفى ..
إنّ «المنّة» لها رائحة حادّة شديدة في فضاءاتنا ، وحيث لا أحد ينكر الجود والسخاء والجهود والخدمات ، وإن أنكرها أو استضألها البعض فالعامّ الغالب يقرّ ويشهد بها .. لكن ما أروع الجود والسخاء والجود والخدمات إن حصلت بلا إضافات تفسدها بل تقلبها بخلاً ونكوصاً وتهاوناً ، والمنّة أبرز مصاديق الإضافات ، فـ : «زعلة العصفور على بيدر