كان البعض يعدّه نقداً ، سلّمنا ، إلاّ أنّ النقد البنّاء بنّاءٌ لا هدّام ، خصوصاً إن كان ضمن المعايير والاُسس العلميّة السليمة ..
أمّا الذيليّة فإنّها تعني إخراج الفكر والتفكير من دائرة الفاعليّة والإبداع ، فلا الطاعة العمياء فكرٌ ولا التمرّد المطلق فكر ، إنّه حالة بين «لا» و «نعم» ، وأ نّى لنا تصوّر الوجود الإنساني بلا فكر .. مضافاً إلى ما للذيليّة من لوازم وعواقب وتأثيرات سلبيّة يضيق المقام عن بيانها هنا ..
لكنّ حرصي هذا ربما قد تُرجِم على غير حقيقته ، وتشهد لذلك ردود الفعل التي تعبّر عن حالات رفض واستياء وغضب شديد ، وهذه الردود تجعلني أتأمّل طويلاً في ما يقال غالباً عن الإنسان الكاريزمي النوعي بكونه متفرّداً سلطويّاً يحاول بشتّى الوسائل إقناع الناس بالتخلّي عن رؤيتهم فيه ; الذي عليه بدوره الاشتغال كثيراً كي يدفع عمليّاً إشكاليّة الرغبة الذاتيّة والفرديّة والاستبداديّة التي طالما يتّصف بها ذوو الشخصيّات الخاصّة ..
إنّ التحليل العلمي يثبت أنّ الإنسان الكاريزمي يضيق ذرعاً بالنقد والاستكشال ، وإن كان لا يعبّر عن ذلك سريعاً ، إلاّ أنّ التواصل الزمني يسجّل عليه ذلك ..
إنّ هذا الإنسان يسعى جاهداً كي يزيل كلّ الموانع التي تحول بينه وبين تحقّق المطلوب ، فلو كلّفه الأمر فقدان هذا الرمز وذاك الرقم الكبير لفعل بلا تردّد ، بل أراني أعتقد أنّ إزالته الموانع الإنسانيّة وغيرها نابعةٌ من