ودماء وقتل ، إنّما هي السبل الناعمة والأدوات الجذّابة والآليّات الظريفة والأشياء المثيرة التي تجعلنا متلقّين ومتابعين جيّدين ، وهذا أوّل الغيث ، ثم ينهمر التأثير والترسيخ وتثبيت الرؤى ..
بذات الآليّة والنسق والأدوات التي يعتمدها الندّ في إيصال المعلومة ، علينا أن نوصل معلومتنا ، كحدٍّ أدنى من حدود المقاومة والتصدّي لثقافة الغزو الجديدة ، وإلاّ فإنّنا ينبغي أن نكون أكثر جذّابيّةً واستقطاباً وإثارةً وترفيهاً سليماً في عرض وإيصال ثقافتنا وأفكارنا ومبادئنا ، وهذا الأمر يتطلّب جهداً عظيماً وطنيّاً وإمكانيّات هائلة على مستوى الدول والحكومات ومحاور الاُمّة الرئيسة كالمرجعيّات الدينيّة والعلميّة والتقنيّة والثقافيّة ، ويحتاج تعبئةً شاملةً لشتّى القطاعات المختصّة وإرساء المقدّمات والأوّليّات اللازمة ، مسبوقةً بمناقشة وتثبيت الخطط القريبة والبعيدة المدى ، وإن تحرّكت بعض الدول الإسلاميّة وقدّمت مؤخّراً نماذج طيّبة في مضمار صناعات اتّصالات الفضاء وغيرها ، فإنّها خطوة على جادّة الألف ميل تستدعي خطوات كثيرة اُخرى ..
علينا أن نحاكم المعتقد الغربي القائم على كوننا اُمّة محكومة تكويناً بالتخلّف ومحدوديّة الاستعداد العقلي والعلمي ، من خلال الإثباتات العلميّة العمليّة التي تدحض هذا المعتقد وتنسفه من الأساس .. إنّهم بلا شكّ غاضبون قلقون من بعض الإنجازات التي تحدث في هذا البلد الإسلامي وذاك ، ويبذلون سعيهم الحثيث لمنع وإفشال ومحاصرة أيّ تقدّم نحصل عليه ..