من الطاقات والمتخصّصين والأموال والجرأة والثبات والمقاومة .. إنّها الخطوة الاُولى في الاتّجاه الصحيح نحو كيفيّة التعامل مع المعلومة وبها ، فإنّنا اليوم أشدّ ما نعانيه هو سيطرة المعلومة الأميركيّة علينا ، أيّة معلومة ، سياسيّة كانت أم ثقافيّة وفنيّة واقتصاديّة واجتماعيّة ، فالولايات المتّحدة ـ وكما قدّمنا ـ بفعل الهيمنة الفضائيّة والتقدّم التقني في مجال صناعات الاتّصالات الفضائيّة ، تمتلك حصّة الأسد في تصدير المعلومة إلى العالم ، الحقيقة التي لها لوازمها وتأثيراتها وتفاعلاتها ..
لذا بات علينا أن نفكّر في جذر المسألة وأساسها ، لنقف على حقيقة الأشياء بكلّ وضوح وشفّافيّة ، ونعترف بقوّة المعلومة الوافدة علينا ، هذه القوّة يجب أن تقف بوجهها قوّة اُخرى مساوية لها على أدنى تقدير كي تمنعها من التقدّم وتوقفها عند حدّها ، ناهيك عن كونها أقوى منها لتردّها إلى الخلف فتحتلّ مواقعها وتمسك زمام المبادرة بيدها ، من خلال إيصال معلوماتها وقذفها في ساحة المنافس ..
هكذا يجب أن نكون ، أن نمتلك القدرة على ايصال المعلومة التي لا توقف المعلومة المناوئة عند حدّها فحسب ، بل تسيطر على مناطقها فتفرض شروطها عليها كحقيقة على أرض الواقع ، مثلما يفرض المنتصر في أرض المعارك التقليديّة شروطه على الخاسر المنهزم ; إذ إنّنا إن لم نكن هكذا فسنبقى نتلقّى الكثير من الهجمات والضربات بلا أيّة مقاومة حقيقيّة ، وهذا يعني سقوطنا في فخّ الغزو الثقافي الذي يحسب له المناوئ ألف حساب في تركيعنا وسلخ هويّتنا وإملاء أفكاره علينا بلا حروب