وبمقدار ما نكون جادّين مخلصين في إنجاز التكاليف الملقاة على عاتقنا ، من خلال حماية ونشر وبيان القيم والمبادئ الحقّة ، عبر أرقى وأفضل الوسائل والآليّات التي تلبّي حاجة العصر ... بهذا المقدار تسري الروح والحيويّة والأمل في نفوس المؤمنين ويسري الحزن والقلق واليأس في نفوس المناوئين ..
إنّ الغزو الثقافي الذي نتعرّض له اليوم لم يخترقنا عبر المحاضرة والخطاب والندوة والمؤتمر والمهرجان ذوات الصبغة المملّة والتوجّه الواحد الذي يهمل ويحذف الرأي الآخر ... إنّما اخترقنا عبر الوسائط الترفيهيّة والأفلام والرقص والغناء والأزياء والدعايات الإعلاميّة الشيّقة والبرامج المسلّية المثيرة وعادات التغذية ونماذج الاحترام واللياقة في التعامل بين الأفراد ... إلى ذلك : الندوات والحوارات التي تقنع المشاهد والمستمع والقارئ وتجعله يشعر بوجود حرّيّة الرأي والاعتراض والشفّافيّة والصدق والواقعية في تناول مختلف الاُمور والقضايا ، بلا تعسّف واستبداد وغطرسة! حيث الشاخص الأوّل فيها الإنسان ومكانته وحرمته التي يحميها القانون ، ونحن بإزاء ذلك لا يبقى لنا سوى أن نغبط الإنسان الغربي والنظام الذي يعيش بكنفه! وننعتهم مجازاً ـ إعجاباً بما فيهم من الصدق والنزاهة والشفّافيّة و .... ـ بالشعوب المسلمة بلا إسلام! أمّا شعوبنا فإنّك تأسى وتألم لما حلّ بها من الابتعاد عن قيم الدين الرفيعة وصفاته الحميدة والتسوّل على أعتاب الحضارات الاُخرى ..
إنّنا بمقدار ما نمتلك من الخزين الثرّ على مستوى الثقافة والمعرفة