قريةً كونيّةً ليس إلاّ؟ إلى ذلك كلّه : ما تلعبه الفضائيّات من أداء مفصلي في مجال الاقتصاد والتربيّة والتعليم ...
إنّهم يسيرون بخطاهم النسقيّة لبلوغ المقصد من جانب ، ومن جانب آخر يخوضون ضدّنا حرباً إعلاميّة واسعة النطاق أوجز ما يقولون فيها : إنّنا ـ الإسلاميّون ـ نبثّ ثقافة التطرّف ونشجّع على الانسحاب من الحياة ونروّج للخرافات ونرسّخ مشاعر الاستسلام ونجانب العلم والتطوّر ..
ماذا عسانا أن نفعل إزاء كلّ ذلك ، هل نبقى متمسّكين بأدواتنا التقليديّة وآليّاتنا الكلاسيكيّة في بثّ ثقافاتنا وعقائدنا ورؤانا ، هل نظلّ معشعشين على القشور ونتنفّس مفاخر الماضي ونحيا الأحلام الورديّة بعودة ذلك المجد الغابر ، أم ننفض عن أنفسنا غبار التخلّف والتقاعس والظواهر الصوتيّة ونواجه الواقع ونقبل الحقيقة فنعيد حساباتنا ونراجع ونقوّم ونستقصي ونقرأ ونحلّل ... كي نلحق بركب التطوّر العلمي والتقني ، فننشئ درعاً مضادّاً وشبكة أمنيّة ومنظومة فكريّة دفاعيّة تقينا الغزو الثقافي الألكتروني اللائحة في الاُفق طلائعه والقادم أشدّ وقعاً وأعظم خطراً وأعمق اختراقاً؟!
إنّ أوّل ما ينبغي العمل لأجله هو إيجاد مواطئ قدم ثابتة ومحكمة في الفضاء ، ليس عبر شراء الأقمار الصناعيّة ، فهذه ليست مفخرة نتشدّق بها ، بل الأخذ بزمام المبادرة والدخول في مجال صناعات الفضاء واتّصالاته ، الأمر الذي يستدعي جهوداً علميّة كبيرة وإمكانيّات عظيمة