اُسوة حسنة في كلّ مضامير الحياة ..
إنّنا في الوقت الذي نشدّ فيه على ذوي الرؤى العلميّة الثاقبة من نخب الاُمّة وطاقاتها ومفكّريها ومختصّيها لاستمرارهم بكلّ عزم وحزم في رفد الإنسانيّة بروائع نتاجاتهم وأنيق بصائرهم مع ما يكلّفهم ذلك من آلام ومعاناة ، فإنّنا ندعو الفريق الآخر من الاُمّة إلى تمكين لغة الحوار والتفاهم القائمين على الجوامع والقواسم المشتركة ; لأجل الحصول على مواقف وتصوّرات موحّدة تقود إلى ممارسات منسجمة مع طبيعة الانتماء والاعتقاد وجوهر وجوده ، الأمر الذي يخلق آفاقاً من الحركة والفاعليّة والتطوّر والازدهار ..
نعم ، لنا في أهل البيت (عليهم السلام) اُسوة ألقِة في إعلاء كلمة الدين الحنيف والقيم الحقّة ، ثبوتاً وإثباتاً ، تصوّراً وتصديقاً ، نشراً وذوداً وجهاداً بأرقى المضامين وأفضل السبل ، بل جادوا بأنفسهم ومهجهم دون المبادئ والاُصول السماويّة ، فهذا هو الحسين بن علي (عليه السلام) ـ كمثال شامخ يُحتذى به ـ قد ضاق ذرعاً بذلك الانحراف والاستبداد والفساد الذي ملأ فضاءات واسعة وقوّض جهوداً بذلها كبار أقطاب الدين حتى سالت دماؤهم لأجلها ، فانطلق عليه السلام براية الإصلاح والتغيير في اُمّة هو أحقّ من غيره أن يُوجِدَ فيها التحوّل والعودة إلى الاُصول والثوابت ، انطلق (عليه السلام) لأ نّه ما كان ليطيق خنق الحرّيّات ومصادرة الأفكار وأخذ الولاء بالإجبار ، انطلق ليصدح بصرخة العزّة والكرامة ، براية العدل والإمامة ; فهي مُنحة الله تبارك وتعالى ـ منصباً ومسؤوليّةً ـ كي يعيد الاُمور إلى نصابها الصحيح ،