القائمة على المراجعة والاستقراء والحفر والمقارنة والتحليل والقراءة سينتج فهماً جديداً ـ وإن كان نسبياً ـ بإمكانه الإجابة على التساؤلات الزمكانيّة ، ثم إنّه يفضح ويكشف ويعزل الأساليب والمناهج التي تنأى عن المحتوى والجوهر والعمق ، فهذه المناطق بإمكانها أن تكشف لنا بوضوح مدى ولوغنا في المرفوضات التي آثرنا العمل بها لنأخذ نصيباً وافراً من الهيمنة والسلطة والاستبداد على حساب المبادئ والأخلاق التي رفعنا شعارها منذ القدم ، هذا الولوغ الذي حدا بغير الإمام ـ بلا حجّة ولا دليل ولا برهان ـ مداناة الإمام (عليه السلام) في الرتبة والاعتبار والصلاحيّات ، فما عاد ـ في ثقافته ـ يدرك الفواصل الشاهقة التي تفصله عن الإمام المعصوم ، ناهيك عن الفواصل التي تفصله عن الفقيه الجامع للشرائط ، الذي يمتلك على أدنى تقدير أدلّة «نيابة الإمام» سعةً وضيقاً على اختلاف المباني ..
كما لا شكّ أيضاً في أنّ التمسّك بالمناهج العلميّة التي تقود إلى أفهام جديدة قائمة على الأخذ بالمحتوى والتعامل مع الجوهر ، سيعرّض روّاده إلى مختلف المتاعب والمصاعب والافتراءات من ذلك الفريق الذي لا يؤمن إلاّ بالمظاهر والقشور ، ولا يرى في مثل ولاية الإمام (عليه السلام) إلاّ حقّاً خاصّاً به لا يجوز للآخرين النيل منه ، فيجتهد ويستنبط من الأحكام ما يتلاءم مع تصوّراته ومبانيه ... إلاّ أنّ الإنسانيّة قد شهدت على مرّ العصور حجم التضحيات العظام التي بذلها أقطاب الفكر والعلم والمبادئ والأخلاق للذود عن رسالتهم وترسيخها ونشرها ، ولنا في أهل البيت (عليهم السلام)