هذا وذاك محسوبة على كيان الإمامة ، لأ نّنا جعلنا للإمام (عليه السلام) نائباً بهذه الإمكانيّات والاختيارات وكأنّ وجود الإمام وعدمه سواء ، فلم نأخذ بالحسبان جدّيّاً عصمة الإمام (عليه السلام) ومسألة لطف الباري تعالى وذلك الارتباط الإلهي الخاصّ بين الإمام (عليه السلام) وبينه تبارك وتعالى ، وسائر الخصائص التي يتفرّد بها الإمام (عليه السلام) .. لذا فإنّ الفهم الصحيح للحقيقة وحدودها يمنحنا الفرصة المناسبة للتخلّي عن روح الهيمنة والاستبداد والاستئثار ، ويجعلنا نفكّر قويّاً بالحلول التي تستند إلى الاُسس والمعايير العلميّة ، وتنأى عن القشريّات والمظاهر التي تسيء إلى المبادئ والأخلاق ، وتتنافى مع حركة العقل التي رفعنا شعار التمسّك بها ..
إنّنا لا نريد إلباس فكرنا كلّ يوم ذلك اللباس وهذا ، إنّما نريد أن نمارس حقيقة كون النصّ مطلقاً بمحتواه وأنّ أفهامنا بإمكانها أنّ تأتي بالجديد الذي يقاوم المتغيّرات المكانيّة والزمانيّة مع حفظ الاُصول والثوابت ، أي أنّ النصّ قادرٌ على أن يجيب على سؤال الحياة ويمنحنا البرنامج الصحيح المتكامل للمواصلة والمقاومة والنموّ والبقاء ، شريطة أن نفهم ذلك النصّ فهماً صحيحاً يستوعب شروط المكان والزمان ، فكلّ الأفهام والتفاسير والتأويلات تبقى نسبيّةً إزاء هذا المطلق ، لذا فالفرصة قائمةٌ دوماً للحصول على أفهام جديدة وتفسيرات حديثة كلّما تعاملنا مع هذا المطلق تعاملاً منطقيّاً قائماً على المعايير العلميّة والاُسس المعرفيّة ..
ولا شكّ أنّ هذا المنهج سيكلّفنا الكثير ويكلّف الكثيرين المضارّ الجسيمة والخسائر الكبيرة ; إذ الخضوع للمعايير العلميّة والاُسس المعرفيّة