ـ الذي يتسلّح بالأدلّة الفقهيّة فله ما يبرّر مبناه على أدنى تقدير ـ إلى ذلك الذي همّ بارتداء زيّ الروحانيّة بدافع من هذا الشعور الذي يجعله أوّلاً جنديّاً من جنود صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف ثم يرتقي هذا الجندي ليمارس نفس المهامّ والصلاحيّات التي يمارسها الإمام (عليه السلام) ، لذا تجد هذا الفتى يشبّ ويشبّ معه الرأي الذي يرى الناس عواماً لا يفقهون شيئاً ، وهو الذي بمجرّد ارتدائه ذلك الزي صار يفقه كلّ شيء ، وكأنّ ذلك القماش فيه من المعاجز والكرامات والمعلومات ما يجعله الأعلم الأفقه ، وهذه هي اُولى مراحل التمسّك بالقشور والابتعاد عن الجوهر والعمق ; حيث الجوهر والعمق يدعوان إلى المراجعة والاستقراء والبعثرة والحفر والمقابلة والاستنطاق وممارسة الاُسس والمعايير العلميّة للحصول على النتائج المطلوبة ، وهذا ما لا يتّفق مع طالب العزّ والشهرة والسلطة والمال في ليلة وضحاها ..
ثم صرنا نعقد لكلّ مسألة وقضيّة تروق لنا «إجماعاً» ودوّنا في ذلك من الإجماعيّات ما لا تعدّ وتحصى متناسين أنّ الإجماع الذي لا يكشف باليقين عن رأي المعصوم (عليه السلام) لا وزن ولا قيمة له ، وكذا إجماع لا يخدم سوى ذوي المصالح والمنافع ، وهم كمثل اُولئك الذين أحتجّوا بالإجماع المزيّف ليسلبوا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) حقّه في الخلافة ..
فهل غاية ما نستفيده من «أصل الإمامة» تقوية شوكتنا الدنيويّة؟! بل حتى الاستفادة الدنيويّة لم تكن بتلك الاستفادة الصحيحة ; إذ صنعنا نحن «غير الإمام» في ذاتنا روحَ الفرديّة والاستبداد والسلطويّة ، بأوضح