الإمامة عبر التصرّف بخيارات وصلاحيّات واُمور هي من مختصّات الإمام فقط ، كما لا نُتَّهم بإرساء ثقافة القشور والمظاهر على حساب الجوهر والعمق ، ولاسيّما نحن اُمّة تؤمن بالعقل وقدراته على إيجاد السبل الناجعة للتعامل مع المتغيّرات ..
إنّنا لا نريد هنا الانتقاص من عظمة ومكانة علمائنا وفقهائنا الذين بذلوا ما في وسعهم لصيانة القيم والمبادئ من الاندراس والضياع ، وتحمّلوا جرّاء ذلك شتّى صنوف القهر والظلم ، ونال الكثير منهم وسام الشهادة المقدّس حفظاً لحمى الدين والمفاهيم الحقّة ، بل نريد بيان الفارق بين الإمام وغير الإمام حتى وإن كان غير الإمام فقيهاً مجتهداً جامعاً للشرائط ، فإنّ للإمام من الخصائص ما لا يشاركه فيها أحد أبداً ، إلاّ أنّنا طبق الواقع والوقائع الحاصلة والممارسات الموجودة نجد الكثير من القوانين والبرامج والخطوات قد اُخذ بها وكأنّ الإمام (عليه السلام) حاضرٌ ليس بغائب ، الأمر الذي يثير التساؤلات الخطيرة والإبهامات المخيفة ، ولعلّ الكثيرين يرون في تلك الممارسات نوعاً من التجنّي على هيبة ومكانة وصلاحيّة الإمام (عليه السلام) ..
ولقد أخذت الممارسات التي أحلّت غير الإمام مكان الإمام (عليه السلام) طابعاً قياسيّاً ; إذ صار غير الإمام يقاس وجوده عمليّاً على وجود الإمام ، بما لذلك الوجود من قدسيّة وخصوصيّة وخيارات وصلاحيّات ، فصرنا نعمل بالقياس الباطل بعلم منّا أو بدون علم ، وسرى هذا القياس شيئاً فشيئاً بين مختلف أفراد «غير الإمام» بدءاً من الفقيه الجامع للشرائط