والأخلاق ، خروجاً له علله وأسبابه ودواعيه المختلفة ..
وتمثّلي بالقياس والاجماع ليس إلاّ من باب إيصال الفكرة عبر المصاديق الحيّة الحسّاسّة حتى نبلغ نتائج عامّة وشاملة ..
لذا فإنّنا حينما نفهم القياس ـ مثلاً ـ فهماً مطلوباً نتمكّن من فهم أفراده ومصاديقه والميادين العمليّة التي يتّسعها ، ونفهم أيضاً كلّ ما يمتّ له من صلة وتأثير ، ولا شكّ أنّ المفروض في العلماء والكوادر والنخب وذوي الاختصاص أنّهم قد فهموا «القياس» ـ على سبيل الفرض ـ فهماً عالياً يمكّنهم من التعامل معه تعاملاً مطلوباً يسهل معه فرز الصحيح عن الخطأ وتوضيح الغوامض وحسم المواقف بكلّ جلاء وشفّافيّة ، فإنّها المهمّة الطبيعيّة للمتصدّين المختصّين الملقاة على عاتقهم مهمّة توعية الاُمّة وسوقها صوب قيمها ومبادئها وأخلاقها ..
لذا بات من المسلّمات بيان اُصول الدين وفروعه عبر ألوان الأدوات والآليات المناسبة ، بياناً تستوعبه الاُمّة وتجيد التعامل معه والعمل به بكلّ اطمئنان وشفّافيّة ، ويترتّب على ذلك فهم النظم والقانون وقبلهما فهم الدين والعقيدة والأخلاق فهماً حصوليّاً لا فهماً منقولاً وراثيّاً ..
ولعلّني بتركيزي على «أصل الإمامة» عند الشيعة الإثني عشريّة أكون قد بدأت وضع اللمسات الاُولى لفكرتي التي أروم طرحها هنا ..
إنّنا نعتقد ـ الشيعة الإثني عشريّة ـ كما يقول الشيخ محمّد رضا المظفّر : إنّ الإمامة أصلٌ من اُصول الدين لا يتمّ الإيمان إلاّ بالاعتقاد بها ،