ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربّين مهما عظموا وكبروا ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوّة ... كما نعتقد أنّها كالنبوّة لطفٌ من الله تعالى ... إنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنصّ من الله تعالى على لسان النبيّ أو لسان الإمام الذي قبله ، وليست هي بالاختيار والانتخاب من الناس ... لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفروض الطاعة منصوب من الله تعالى ... سواء كان حاضراً أم غائباً عن أعين الناس ... ونعتقد أنّ الإمام كالنبيّ يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سنّ الطفوليّة إلى الموت ، عمداً وسهواً ... معصوماً من السهو والخطأ والنسيان ... ونعتقد أنّ الإمام كالنبيّ يجب أن يكون أفضل الناس في صفات الكمال ... أمّا علمه ، فهو يتلقّى المعارف والأحكام الإلهيّة وجميع المعلومات من طريق النبيّ أو الإمام من قبله ... إنّ قوّة الإلهام عند الإمام ـ التي تسمّى بالقوّة القدسيّة ـ تبلغ الكمال في أعلى درجاته ... ونعتقد أنّ الأئمّة هم اُولو الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم ..
وفي باب «عقيدتنا في المجتهد» يقول الشيخ محمّد رضا المظفّر (رحمه الله) : «وعقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط : إنّه نائب للإمام (عليه السلام) في حال غيبته ، وهو الحاكم والرئيس المطلق ، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس ، والرادّ عليه رادّ على الإمام ، والرادّ على الإمام رادّ على الله تعالى ، وهو على حدّ الشرك بالله ... فليس المجتهد الجامع للشرائط مرجعاً في الفتيا فقط ، بل الولاية العامّة ، فيرجع إليه في