هذه حالةٌ ومصداق لأبرز محاور الصراع الحضاري المذكور ، المتأ نّق بمفاهيم العصرنة والحداثة ، المتسلّح بالتقنية العالمية والتفوّق العلمي ..
وأمّا الآخر ، القبيح الخشن المشوِّه ، فيتمثّل بالتيّار التكفيري ، المقترن بأقذر وسائل العنف والتدمير المباشر والتصفية الجسدية ، مع غاية في القسوة والخشونة ، تعكس الروح الهمجية والنفس الحيوانية البهيمية ....
إنّها نزعةٌ وتيارٌ وموجةٌ جابت العالم الإسلامي ـ بل الدنيا بأسرها ـ ولا تستثني أحداً ، فعلماء أهل السّنّة كفّار ، ومثقّفوهم أكفر ، ومن كان سلفياً وخالف آخر مثله في اجتهاد أو رأي فهو كافر ، أمّا الشيعة الإمامية فهم ليسوا كفّاراً فحسب بل أشدّ خطراً من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم ..
إنّ النهج التكفيري يعدّ من أشدّ الانتكاسات التي تمرّ بها الصحوة الإسلامية ، وهو المحنة التي تواجه العقل المبدع الخلاّق ، والمِعْوَل الذي يهدم صرح الثقافة والتطوّر نحو الأفضل ، ومصداق الاستبداد والديكتاتورية والقهر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي ...
وتشير دراسات علم النفس إلى أنّ الإرهابي النوعي يعاني من شعور بالإحباط كبير ، وإحساس بالفشل وعدم احترام الذات ، فيحاول أن يَظهر ; كي يسلّط الضوء على نفسه من خلال سلوكه الانحرافي ، ثم إنّه مهما كان خائفاً قلقاً فهو يعجز عن التعبير عن ذلك ، ورغبة الظهور تمنعه من إبدائه أبداً ..