أطلقها في مأدبة «أوبيس» عام ٢٣٢ ق .. م ، القائلة بوحدة القلوب وبكومنويلث مشترك بين الفرس والمقدونيّين على قاعدة الأُخوّه الإنسانية ..
وبينهما بون شاسع ; إذ إنّ عالمية المقدوني أسقطت نظرية التفوّق الإغريقي ، ومهّدت السبيل إلى المدرسة الرواقية ، التي أسّسها «الفينيقي الصغير» : «زينون» ، ودعا فيها إلى وحدانية البشرية والشعوب ، وقيام الدولة المدنية العالمية على قاعدة المساواة ..
في حين تقوم عولمة عصرنا على قاعدة : «أميركا محور العالم» من خلال محاولة فرض الهيمنة بقوّة السلاح حيناً ، وبقوّة السوق حيناً آخر ، وبالغزو الثقافي ثالثاً ، و .... وأنّ النظام العالمي الجديد هو إمبراطورية عالمية أميركية ، لدرجة أن تحمل الإمبراطورية العالمية هذه دمغة الروح الأميركية ....
وقد صرّحت «وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأميركي» بشخص الرئيس الأمريكي عام ٢٠٠٢ م بما يلي : سوف لن نسمح بأن تصبح أيّة دولة أقوى من الدولة الأميركية ، فنحن «الإمبراطورية» المهيمنة ... سوف لن نسمح بأن يسبقنا أحد في هذا الموضوع ..
وبذلك فقد اتّضح خاطفاً ما يمثّله مفهوم العولمة ـ بنظامه الشمولي المترامي ـ من مصدر خطورة وقلق يرتقي معهما ، في واحدة من زواياه ، إلى أعلى مراحل الإرهاب الفكري المبرمج ..