أبناء جلدتنا وهويّتنا مَنْ يتملّكه القلق والوسواس والتراجع والتردّد ..
إنّنا أمام اختبار إن لم أقل «محنة فقدان الإقناع الفاعل» وتفشّي «الإسكات القاتل» ذي الجرعة التسكينيّة ليس إلاّ ، فسرعان ما يعود الألم ومعاناة الغموض والضياع والشتات ، إنّه الموت البطيء ..
وبتكثّر فرص الوعي وأدوات النضج بفضل التقنية الحديثة أضحت الشفّافيّة حاجة ملحّة وبات انكشاف الغطاء أمراً لابدّ منه ، لذا علينا أن نشمّر عن ساعد الجدّ المعرفي العلمي كي نفهم فهماً صحيحاً ونقتنع قناعةً برهانيّة علميّة لنُفهم الناس ونقنعهم قناعةً فاعلةً لا أن نُسكتهم إسكاتاً آفلاً سرعان ما يضمحل ويزول ويُزيل ..
إنّ محاور الاعتقاد شامخة عظيمة لكنّ أدواتنا وأساليبنا هشّة ضعيفة ..
فمحاور الفقه مثلاً عندنا تتخلّلها الفجوات والخلل ولاسيّما عندما نجعل الناس يتيهون في الحيرة والتردّد إثر عدم اتّضاح وغموض العديد من القضايا ، كعدم تحديد موضوع الغناء مثلاً أو ترك مسألة الهلال الهامّة بعهدة الناس بحجّة عدّها من الموضوعات ومثلها قضية المسعى التي استجدّت أخيراً واُحيل أمرها إلى العرف لذات الحجّة ..
وسوى مسألة الموضوعات ، تطرح قضيّة الزمان والمكان مثلاً ومدى تأثيرهما على الفتوى ، إلى سائر المحطّات الفقهيّة التي تستدعي الوضوح والحسم ، خصوصاً أنّ غالب الناس يأخذون معالم دينهم من