يحكموا على الخارج عليها بأحكام شديدة ، والخارجون هم ألوانٌ ونوايا ومراتب ودواعي مختلفة ، والذي يهمّنا من كلّ ذلك : الذي انتفض على النمط التقليدي لا لهدف سوى السموّ والرقي وحفظ القيم وديمومة فاعليّتها وذياع مضامينها مع الالتزام بالثوابت ، فهو عمل بالمتغيّر طبق الثوابت ، فاختار حلاًّ وسطاً يجمع بين التقليديّة والتجدّد ، ولعلّه أمرٌ يرضي الجميع ..
ولعلّني أجد أصعب وأدقّ وأخطر ما يواجهه هذا النمط من التغيير بين الملتزمين قضيّة الانتفاخ والتورّم الفكري العقائدي التي غدت من أشدّ الذرائع التي يتمسّك بها المناوئون ، بل منّا ومن دائرتنا مَن لم تحلّ عنده إشكاليّة الانتفاخ والتورّم الفكري العقائدي ..
يلزم بنا أن ننأى بقيمنا ومفاهيمنا عن الهرطقة والاُسطورة والخيال ، عن الغثّ الدخيل الذي أساء لنا ولرؤانا السامية ، إنّنا اُمّة ورسالة تؤمن بالعلم ودور العقل وتتكيّف بمؤنها مع واقع الناس وحقائقهم ، اُمّة تدّعي ـ بمبادئها التكامليّة ـ نقل الإنسان إلى ضفاف العزّ والطمأنينة والفلاح ، ادّعاءٌ لا موضوعيّة له بلا أدلّة وبراهين «إقناعيّة» ولاسيّما نحن نواجه المذاهب والحضارات ذات الباع الطويل في ميادين المعرفة والفلسفة والثقافة ، فمنهم من لا يرتضي بغير التجريبيّة طريقاً للنموّ والنجاح وقد فعلتها اُوربّا في عصر النهضة فحصدت ما حصدت وهكذا أميركا ، ومنهم من لا يرتضي إلاّ بالمادّيّة والجدليّة التاريخيّة والعلّيّة الطبيعيّة ، وهكذا .. بل هناك من يعتقدنا فرقةً شاذّةً ضالّةً خارجةً عن إجماع الاُمّة وقيمها .. ومن