بتعبير آخر : الحضور إلى طاولة البحث بلا مسلّمات وأحكام ونتائج مسبقة ، بلا تمترس عرقي ومذهبي ، إنّه الانطلاق وسبر الغور في كافّة المؤن الدليليّة الممكنة والمتاحة ، المستند إلى المبادئ والقيم الأخلاقيّة الرفيعة كالعدل والإنصاف والصدق .. إنّنا إن استطعنا توفير هكذا فضاءات فإنّه يعني ارتقاء المنصّة التي تقذف بنا إلى أجواء صالحة من الحوار والبحث العلمي البنّاء ..
وهذا يعني أنّ الروح الإنسانيّة باتت آنذاك مهيّأة للعودة إلى القيم والمبادئ النبيلة ..
إنّه مكسبٌ بشريٌّ كبير أن تتوفّر فضاءات الحوار المناسبة ، وهذا يكفي في التحرّك الجادّ صوب المنشود ثم تحقّقه ، فلا العنف ولا القذف ولا الافتراء ولا الأساليب الرخيصة تبلغ المقصود ..
نعم ، التعقّل والعقلانيّة والأساليب القائمة على الخصائص الإنسانيّة الحميدة وحدها التي تخلق لنا فرص التلاحم والمحبّة والسلام ..
إنّ المسيحي والمسلم والهندوسي والكونفوشيوسي والإلحادي ، الكاثوليكي والبروتستاني والارثوذكسي ، السنّي والشيعي ، كلّهم يدّعون مقصداً واحداً : «سعادة الإنسان» .. إنّما الاختلاف في الأنساق والأدوات والأفكار .. وطاولة البحث والحوار العلمي تعني الميل صوب الدليل أينما يميل ، بلا سبق في الحكم والقضاء ..
ولا نعني بطاولة البحث والحوار العلمي وبالفضاءات والأجواء ظرفاً