وهو أحد أصحاب محمّد بن جرير الطّبريّ ، وتقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمّد بن يوسف ، وكان من العلماء بالأحكام ، وعلوم القرآن ، والنحو ، والشعر ، وأيام الناس ، وتواريخ أصحاب الحديث ، وله مصنفات في أكثر ذلك. وحدث عن محمّد بن سعد العوفي ، ومحمّد بن الجهم السّمريّ ، وأحمد بن عبيد الله النّرسي ، ومحمّد بن مسلمة الواسطي ، وعبد الله بن روح المدائنيّ ، وأحمد بن سعيد الجمّال ، وأبي قلابة الرقاشي ، وأحمد بن أبي خيثمة ، والحارث بن أبي أسامة ، والحسن بن سلّام السواق ، وأبي إسماعيل الترمذي ، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ ، ومحمّد بن إسرائيل الجوهريّ. روى عنه أبو الحسن الدار قطني ، وأبو عبيد الله المرزباني ، وغيرهما من قدماء الشيوخ. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وإبراهيم بن مخلد ، وابن الفضل القطّان ، وأبو العلاء محمّد بن الحسن الورّاق ، وصالح بن محمّد المؤدّب ، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ ، وغيرهم.
سمعت أبا الحسن بن رزقويه ذكر أحمد بن كامل فقال : لم تر عيناي مثله.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : سمعت أحمد بن كامل القاضي يقول : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في النوم ، وكأنه في المسجد الذي في أصحاب البارزي في الجانب الشرقي في المحراب ، فتقدمت فقرأت عليه واستعذت وابتدأت بأم القرآن أقرؤها وأعد على عدد أهل الكوفة ، فلما قرأت مالك يوم الدين قلت : يا رسول الله كيف أقرأ هذا الحرف؟ ملك أو مالك. فقال لي : ملك يوم الدين. فقلت : بألف أم بغير ألف. فقال : بغير ألف. وقرأت من سورة البقرة ، فلما قرأت : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ). قال : ختم الله على أفئدتهم وهمزه. فوقع في نفسي في المنام أنه صلىاللهعليهوسلم أراد أن يعلمني أن القلب هو الفؤاد ، فبلغت عليه إلى خمسين آية من سورة البقرة على عدد أهل الكوفة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر. قال : قال لنا ابن كامل : ولدت في سنة ستين ومائتين ، وأنشدنا :
عقد الثّمانين عقد ليس يبلغه |
|
إلّا المؤخّر للأخبار والعبر |
حدّثني أبو القاسم الأزهري قال : أنشدنا إبراهيم بن أبي علي الدّقّاق قال : أنشدنا القاضي ابن كامل لنفسه :
__________________
وميزان الاعتدال ١ / ١٢٩. ولسان الميزان ١ / ٢٤٩. وشذرات الذهب ٣ / ٢. ومعجم المؤلفين ٢ / ٥٢. وكشف الظنون ٢٨. وسؤالات السلمي للدار قطني برقم ١٥.