ابن طرخان ، حدّثنا محمّد بن الخليل البلخي ، حدّثنا أبو بدر شجاع بن الوليد السّكونيّ ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة. قالت : قلت : يا رسول الله مالك إذا جاءت فاطمة قبلتها حتى تجعل لسانك في فيها كله كأنك تريد أن تلعقها عسلا؟! قال : «نعم يا عائشة ، إني لما أسري بي إلى السماء أدخلني جبريل الجنة فناولني منها تفاحة فأكلتها ، فصارت نطفة في صلبي ، فلما نزلت واقعت خديجة ففاطمة من تلك النطفة ، وهي حوراء أنسية ، كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها (١)». محمّد بن الخليل مجهول.
قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن أبي حامد بن الشرقي ، ومكي بن عبدان. حدّثنا عنه القاضيان أبو العلاء الواسطي ، وأبو القاسم التّنوخي ، ومحمّد بن عبد الملك بن بشران ، وكان ثقة مقبول الشهادة عند الحكام.
أخبرنا محمّد بن علي بن يعقوب القاضي ، حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن محمّد بن إسحاق النّيسابوريّ ـ قدم علينا بغداد ـ حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد ابن الحسن الشرقي ، حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا عبد الرّزّاق ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن أبا حميد ـ وهو رجل من بني ساعدة ـ حدثه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم استعمل ابن اللتبية أحد الأزد وأنه جاء رسول الله ، فلما حاسبه. قال : هذا لكم ، وهذا أهدى لي. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فهلا جلست في بيت أبيك وأمك فتأتيك هديتك إن كنت صادقا (٣)»؟ ثم قام النبي صلىاللهعليهوسلم فخطبنا ـ وذكر بقية الحديث.
حدّثني التّنوخي قال : أبو علي أحمد بن محمّد بن محمّد بن إسحاق النّيسابوري شيخ ثقة فقيه على مذهب أبي حنيفة ، قدم علينا حاجّا وسمعنا منه بعد عوده في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ، وتوفي بنيسابور في هذه السنة.
حدّثني محمّد بن علي المقرئ ، عن أبي عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ
__________________
(١) انظر الحديث في : كشف الخفا ١ / ٤٠٩.
(٢) ٢٧٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٤٨٢ في المطبوعة.
(٣) انظر الحديث في : صحيح ابن خزيمة ٢٣٤٠. وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة باب ٢٦ ، ٢٧. ومصنف عبد الرزاق ٦٩٥٠.