وجرت بينهما حروب نصر فيها سليمان ، وعاد متوجها إلى بغداد بطريق شهرزور ، فخرج إليه عسكر من أهل الموصل ، فأخذوه وحملوه إلى الموصل ، فكان بها محبوسا إلى أن نفذ قضاء الله فيه.
١٥١٤ ـ سليمان (١) بن محمد بن الحسن بن محمد ابن العكبري ، أبو طالب المقرئ.
من أهل واسط ، من بيت صالح ، أهل دين وخير.
قرأ القرآت الكريم بالقراءات بواسط على أبي القاسم عليّ بن عليّ بن شيران وغيره ، وقدم بغداد وقرأ بها على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وعلى أبي محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط ، وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري ، وسمع منهم. وسمع بواسط من القاضي أبي عليّ الحسن بن إبراهيم الفارقي ، وأبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد ، وأبي الحسن عليّ بن عبد السّلام ابن الرّيحاني ، مكّي قدمها وحدّث بها ، وغيرهم. وروى لنا عنهم. سمعنا منه ، وقرأنا عليه القرآن الكريم ، ونعم الشيخ كان دينا وصلاحا وعبادة.
توفي أبو طالب ابن العكبري بواسط في ليلة الخميس ثالث عشري محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وحضرنا الصّلاة عليه يوم الخميس بالجامع بها والجمع كثير ، ودفن عند تربة كاتب حمدونة بمقبرة مسجد قصبة ، رحمهالله.
١٥١٥ ـ سليمان (٢) بن أرسلان بن جعفر بن عليّ ابن المتوّج ، أبو داود ابن أبي الفضل يعرف بابن شاووش.
أحد الأماثل الأعيان ، وممن عرف بالتّقدم في خدمة السّلطان ، فنظر
__________________
(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٨٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٧ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٣١٥.
(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٩ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٣٥٢.