١٥٤٠ ـ سنجر (١) بن عبد الله التّركي النّاصري ، أبو الحارث ، أحد مماليك الخدمة الشّريفة الإماميّة النّاصرية ، خلّد الله ملكها.
تولّى إمارة الحاج في سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، وأقطع الحويزة ، وأضيف إليه حماية فارس ، فحجّ بالنّاس في هذه السّنة ، وعاد في صفر سنة تسعين وخمس مئة ، فاعترض الحاج في طريقهم رجل من غزنة يعرف بدهمش وطلب منهم مالا قرّره ليجيزهم ، فالزم سنجر موسري الحاج بذلك وجمعه له وسلّم إليه ، فلمّا دخلوا بغداد أنهوا إلى الدّيوان العزيز حالهم وما ألزموا به ، فأنكر على سنجر ما فعله ، وألزم بردّ ما أخذ من كلّ واحد والتزم بذلك ، وحضر أصحابه وعدول بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وسلّموا إلى كلّ إنسان عوض ما كان أخذ منه ، وذلك في يوم الجمعة رابع عشري صفر المذكور ويوم السّبت والأحد بعده بحيث لم يبق لأحد مطالبة وكتب بذلك مشروح وضع فيه الحاضرون من أرباب الدّولة والفقهاء والعدول خطوطهم ، وعزل سنجر عن إمارة الحاج خاصة.
وفي سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ردّ إلى إمارة الحاج ، فاستناب من حجّ بالنّاس عنه ولم يحج هو ، ثم توفّر على ما هو في نظره وإقطاعه.
ولم يزل على ذلك إلى أن توفّي حموه الأمير طاشتكين المقتفوي وهو يومئذ يتولّى تستر وأعمالها وخوزستان وما يجري معها ، فنقل سنجر إلى تستر ، وجعلت هذه البلاد في إقطاعه وتولّيه. فكان على ذلك إلى أن أدّى به الغنى إلى الطّغيان ، وزيّن له الشّيطان الخلف والعصيان ، فروسل ولوطف من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ ليعود عن غيّه ويقصد العتبة الشّريفة ببغداد ويتنصّل من فعله فأبى وأصرّ على خلافه فتجرّد له مؤيد الدين محمد بن محمد القمّي النّائب
__________________
(١) ترجمه سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥٦٨ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٤٧٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٠٩.