عليه على باب داره بباب المراتب ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن الحسين ابن عبد الله الرّبعي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين عمر ابن عليّ بن الحسن الأشناني ، قال : حدثنا محمد بن مسلمة بن الوليد ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الدّجال لا يدخل مكة والمدينة ، على كلّ نقب (١) من أنقابها ملك شاهر سيفه» (٢).
أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ومن خطّه نقلت ، قال : توفي خطلخ مولى ابن شاتيل في سنة خمس أو ست وستين وخمس مئة بالموصل.
* * *
__________________
(١) النّقب ، بفتح النون : الطريق بين الجبلين ، وأنقاب : جمع قلة.
(٢) إسناده ضعيف ، محمد بن مسلمة بن الوليد الواسطي في حديثه مناكير بأسانيد واضحة كما قال الخطيب في تاريخه (٤ / ٤٩١) وضعّفه غير واحد ، وقد خولف في هذا الحديث الذي رواه عن يزيد بن هارون ، فرواه أحمد في المسند ٣ / ١٢٣ و ٢٠٢ و ٢٧٧ ويحيى بن موسى عند البخاري ٩ / ٧٦ ، وإسحاق بن أبي عيسى عند البخاري أيضا ٩ / ١٧٠ ، وعبدة بن عبد الله الخزاعي عند الترمذي (٢٢٤٢) أربعتهم عن يزيد بن هارون بمتن مخالف نصه : «المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقر بها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله» ، لفظ البخاري : فلا ذكر لمكة في حديث يزيد بن هارون هذا ولا «على كل نقب من أنقابها ملك شاهر سيفه». على أن في حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس مرفوعا : «يجيئ الدجال فيطأ الأرض إلا مكة والمدينة ، فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من نقابها صفوفا من الملائكة ، فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ، فترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة» أخرجه أحمد ٣ / ١٩١ و ٢٣٨ والبخاري ٣ / ٢٨ و ٩ / ٧٤ ، ومسلم ٨ / ٢٠٦ ، واللفظ له ، ولا علاقة لهذا بحديث قتادة عن أنس ، فعدم دخول الدجال مكة والمدينة صحيح.