قلت : ومثل ذلك شاهدت إجازات بيعت من كتبه قد أخذت لقوم وقد كشط اسم بعض من قد كتب في السّؤال وكتب اسمه موضعه ، إلى غير ذلك من الطبقات المزوّرة على الشّيوخ بخطوط قوم مجهولين وفيها اسمه. أعاذنا الله من فعل القبيح وجنّبنا موارد الخذلان ، وأغنانا بالصّحيح عن السّقيم ، وبالصّدق عن الكذب ، إنه جواد كريم.
سمعنا من بقاء شيئا فلما ظهر لنا كذبه وانتحاله الزّور ضربنا عليه وتركناه ، وهو بلا شك كذّاب صاحب محال لا يصلح للنّقل والرّواية.
خرج بقاء إلى الحج من بغداد في ذي القعدة من سنة إحدى وست مئة ، فحجّ في هذه السنة وانصرف إلى المدينة صلّى الله على ساكنها وسلّم ، فلما بلغ الموضع المعروف بخيمتي أم معبد ، وهو بين مكة والمدينة شرّفهما الله ، توفّي هناك في يوم الخميس ثالث عشري ذي الحجة من السّنة المذكورة ، ودفن ثم ، سامحنا الله وإياه.