يرضيهم ، ويعتمد الى جانب ذلك على السوقة من المواطنين في احياء مكة بعد ان يجمعهم من طريق مشايخهم في الحارات.
وكان رجال السوقة في مكة ويسمونهم «اولاد الحارة» يمتازون بجزء كبير من الحمية والجرأة وذلك بحكم نشأتهم في بيئة معرضة للفتن والقلاقل وحاجتهم الى الذود عن بيوتهم في أثنائها بينما يمتاز رجل القبيلة بالخفة واحكام الهدف بحكم نشأته في الجبال السامقة وحاجته الى سرعة العدو وتسديد الرمي ، أما العبيد فشأنهم اعلى من ذلك لأنهم يدافعون عن نفوذهم وسلطانهم في البلد وهما رهينان ببقاء سيدهم في دست الامارة.
ومن قواعد الاشراف النبيلة أن الشريف المغلوب لا يخشى الغائلة على اهله اذا اجلى عن مكة وفي استطاعته أن يكل امرهم الى من يختاره من كبار الاشراف ليظلوا في سربهم تحميهم القاعدة حتى يستدعيهم رب العائلة الى حيث أراد او يعود اليهم ظافرا بامارته المنزوعة.
وكانت حروف الاشراف قبيل هذا العهد قوامها السيف والخيل والعصا ثم اضيف الرصاص في اوائل هذا العهد ثم ما لبثوا أن استعملوا المدافع وكانوا كثيرا ما يتخذون من بيوتهم حصونا ومن نوافذهم متاريس ومن شوارع مكة ميادين لقتالهم فكان أصحاب الحوانيت عرضة للنهب والسلب في كل مناسبة كما كان أصحاب البيوت لا يأمنون على اموالهم فيها اثناء الحروب وكثيرا ما اتخذوا من عرصات المسجد وأروقته ميادين لقتالهم خصوصا في فتنتهم مع الترك ذلك لأن بيوتهم كانت تحاذي المسجد من بعض جوانبه فيضطر الخصوم لقاتلتهم من الجوانب التي تحاذي المسجد من أضلاعه الأخرى وقد يحتدم القتال فيتصل بالمسجد.