يوم استعجل الحكم في حياة ابيه فأراد أن يعالج طموحه دبلوماسيا فأشركه في الحكم وجعل له ربع المتحصل يصرفه في خاصة نفسه ولعله أراد بذلك أن يتركه يستعين بذلك المال في تهيئة الأبهة التي تشبع غريزته في الطموح ، فركن الولد الى هذا عدة سنوات كانت نهايتها عام ٧٧٤ ثم ما لبث أحمد أن انفرد بالحكم دون أبيه بعد أن اتفق مع أبيه على شروط منها : ألا يقطع اسمه من الخطبة والدعاء له على زمزم وغير ذلك وقد حلف لأبيه على المصحف العثماني (١) ووفى بما حلف وظل على ذلك الى أن توفي عجلان في عام ٧٧٧ فاستقل أحمد بالامر (٢). ونحن نميل الى الرواية السابقة عن ابن ظهيرة.
أولاد عجلان : اشتهر من أولاد عجلان خمسة هم : أحمد ـ وعلي ـ ومحمد ـ وكبيش ـ وحسن ـ وقد رأينا أحمد يشارك أباه فى الحكم ثم يستقل به قبل وفاة أبيه عجلان فى سنة ٧٧٧ وقد كتب الى سلطان المماليك بذلك فأيدوه ، وقد قرىء التأييد في المسجد وأقسم أحمد يمينا بالعدل وطاعة السلطان.
وجرى أحمد على سنة أبيه في اثبات مراسم العدل واحياء معالمه حتى شاع ذلك عنه في الآفاق على ألسنة الحجاج والمجاورين ، وقد ذكره الدحلان (٣) فقال انه كان شجاعا وانه جمع من الاموال والخيل ما لم يجمعه احد من اسلافه.
ويذكر الفاسي (٤) ان احمد استعان بابن صغير له اسمه محمد سنة ٧٨٠ ولكن هذا الابن لم يظهر له أثر في الحكم لصغر سنه.
__________________
(١) هو المصحف الذى كتب فى عهد عثمان بن عفان ومنه يستدل على وجوده فى مكة لذلك العهد.
(٢) افادة الانام للشيخ عبد الله غازى «مخطوط»
(٣) خلاصة الكلام ٣٣
(٤) شفاء الغرام ٢ / ٢٠٧