وأن نسخها كانت تتداول في مكة ، ولا يصح فيما أرى أن تكتب الصحف ويتداول نسخها في بيئة تشيع فيها الأمية شيوعا مطلقا وتقتصر المعرفة فيها على أشخاص معدودين على أصابع اليد كما يذكر بعضهم.
الناحية الأدبية : ومارست قريش في جاهليتها ألوانا من الأدب العالي فقد كانت من أبلغ العرب وأفصحها وكان حظها في الخطابة والوصايا والأمثال لا يستهان به ، وقد حفظت لنا أمهات الكتب الأدبية القديمة من أمثال الأمالي وطبقات ابن سعد والعقد الفريد والأغاني وأمثال العرب ومجمع الأمثال وغيرها طائفة كبيرة من نفيس الأدب الذي عاش في عهد قريش.
واشتهرت قريش بشعرائها المبرزين في العهد الجاهلي ، ومن أظهرهم أبو طالب وأبو سفيان وعبد الله بن حذافة وهبيرة بن أبي وهب المخزومي وعبد الله بن الزبعري والزبير بن عبد المطلب ، كما اشتهر حول مكة من شعراء هذيل جنادة وجندب وعروة والمتنخل وأبو ذؤيب وأبو خراش وأسامة بن الحارث والعجلان بن خليه كما اشتهر في بادية مكة ومدنها القريبة ما يطول سرده ولا يصعب متابعته لمن شاء في مظانه من كتب الأدب المعروفة.
ومن الأمثال القليلة التي نوردها فيما يلي يستطيع القارىء أن يكون فكرة مختصرة عن المستوى الأدبي الذي بلغته مكة في عصرها الذي ندرسه.
«من أجمل قليلا سمع جميلا ، أنفك منك وان كان أذن ، إن البلاء موكل بالمنطق ، عند جهينة الخبر اليقين ، الجزاء من جنس العمل ، إذا عز أخوك فهن ، كل خاطب على لسانه تمرة ، الحرب سجال ، حظ في السحاب وعقل في التراب ، ما حيلة الرامي إذا انقطع الوتر ، من خان هان ، كما تزرع تحصد ، من