باب الكعبة وأصلح الميزاب وصفحه بالفضة المموهة وأنشأ المدارس الأربعة بين باب الزيادة وباب الدريبة لتدريس العلم وقد تحدثنا عنها في فصل الناحية العلمية كما بنى فوق المدارس منارة اكتملت بها سبع منارات للمسجد فقد كان له قبل ذلك ست منارات ، وظهر أن منارة باب الكعبة تطرق اليها الخراب فجددها وكانت على الطراز المصري في رأسها قبة تتعارض فيها ثلاثة اعواد تناط بها القناديل فأقيمت على الطراز التركي الموجود اليوم في منائر المسجد.
وفي عام ٩٧٠ جددوا منارة باب علي كما مدموا منارة باب السلام في عام ٩٨٣ وجددوها (١) وقد زالت هذه المنائر وحلت محلها المنائر الموجودة اليوم.
تجديد المسجد : وفي سنة ٩٧٩ ظهر أن جدار مدرسة قايتباي وبعض المدارس الأخرى بجواره مال الى الأمام قليلا وان ذلك أثر في بناء الأروقة حتى ظهر ميلها الى صحن المسجد فأمر أمير مكة باتخاذ الأخشاب الغليظة لاسناد الأروقة ثم رفع الى السلطنة العثمانية بالخبر فأمر السلطان سليم بالمبادرة الى بناء جميع المسجد بناءا محكما وأن يجعلوا سقفه قبابا بدلا من الأخشاب وندب لادارة ذلك أحمد «كتخداي» والمهندس المعماري محمد جاوريش الديوان العالي فبدأ الهدم من باب السلام في منتصف ربيع الأول سنة ٩٨٠ حتى كشفوا الجدار الى باب علي ثم شرعوا في بناء هذا الضلع مستعينين بالاسطوانات من الرخام التي أسسها الخليفة المهدي العباسي وأضافوا اليها أسطوانات آخرى بنوها من الحجر الشميسي الأصفر المأخوذ من الحديبية بالقرب من مكة ثم انتقلوا الى الضلع الآخر من باب الدريبة الى باب العمرة.
__________________
(١) عمارة المسجد للشيخ حسين باسلامه صفحة ٨٢ وما بعدها