واستمر احمد على امر مكة نحو ثمانية اشهر كانت مثارا للخلاف والفتن وتألب الاقارب عليه حتى انتهى ذلك بأن دس اخوه حميضة عليه جماعة من الأتراك قتلوه في المطاف في صباح يوم الجمعة ١٩ رجب عام ٩٠٩.
ثم طرح في الصحن بجوار الكعبة فانهال الناس عليه رجالا ونساء يقذفونه بكلمات جارحة وقد ظل كذلك حتى نقله عمال الجنائز المختصين بموتى الغرباء ودفنوه ببعض ثيابه بلا غسل ولا صلاة ولم يشيعه احد من الاشراف او الاهالي.
حميضة بن محمد بن بركات : وبوفاته تولى الامر اخوه حميضة في ١٩ رجب عام ٩٠٩ ونودي به في البلاد دون ان يناوئه أحد وقد كتبوا بذلك الى الغوري سلطان الشراكسة في مصر.
وأهل الموسم في تلك السنة فقابل حميضة وفود الحج وألبسه أمير الحج المصري الخلعة الواردة الا انه لم يشرق يوم التروية حتى ضجت البلدة بفتنة جديدة وصاح النذير يعلن وصول بركات بن محمد على رأس جيش مهاجم (١).
بركات بن محمد بن بركات للمرة الرابعة : وكان بركات هذا قد فر من منزله الذي خصه به الغوري على اثر وصوله مأسورا في ركب الحج المصري كما اسلفنا في حوادث العام السالف.
فر من مصر الى ينبع وعلم فيها باخبار قتل اخيه أحمد في المطاف واستيلاء أخيه الثاني حميضة على مكة فقرر الارتحال الى بعض الجهات شرقي مكة (٢)
__________________
(١) منائح الكرم للسنجاري «مخطوط»
(٢) لعل الصواب : شرقي المدينة ، كما يظهر من سياق الحديث المقبل ، لأن بني لام وبني عقبة ليسو من سكان شرقي مكة. (ع)