شهر وكان في الوجه محافظ يحكم المدينة من الشراكسة وقاض ينظر في قضاياهم الشرعية وجند يحافظون على الامن وسوق عام تعرض فيه السلع الواردة من الشمال والجنوب والغرب (١).
وكان الطريق يتشعب بعد الوجه الى العلا شرقا وينبع جنوبا والمدينة المنورة من الناحية الجنوبية الشرقية وبذلك كان سير القافلة يستغرق في العادة نحو شهر ونصف الى المدينة أو مكة وذلك للقافلة ذات السير السريع.
وكانت ثمة طرق اخرى أكثرها برية تمضي فيها قوافل الشام والقدس اهمها طريق العريش وطريق العلا وهو الطريق الذي يقطعه المحمل الشامي من دمشق في مدة لا تقل عن اربعين يوما (٢).
وظلت هذه الطرق عامرة بقوافل الحجاج الى سنة ١٣٠١ حيث اتخذ الحج المصري طريقه من السويس الى جدة في المراكب الشراعية قبل استعمال البواخر كما سيأتينا.
نشأة الطوافة : ولعل صناعة التطويف ابتدعت في هذا العهد لأن الشراكسة بحكم جهلهم اللغة العربية وميلهم الى الأبهة والبذل كانوا يفضلون ان يعتمدوا على من يخدمهم ويدلهم على مشاعر الحج ويتلو أمامهم أدعيته.
وقد ذكروا أن السلطان قايتباي حج في عام ٨٨٤ ولم يحج من ملوك الشراكسة غيره ، وأن القاضي ابراهيم بن ظهيرة تقدم لتطويفه وتلقينه الأدعية (٣) ولم يذكر المؤرخون مطوفا قبل القاضي كان يلقن الحجاج في مكة فيما قرأته من تواريخ مكة.
__________________
(١) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازى (مخطوط»
(٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازى (مخطوط»
(٣) الاعلام للقطبي على هامش خلاصة الكلام ١٥٨