الايوبيين في مصر فسار بجيش كثيف الى مكة وحاصرها نحو شهر ثم استأنف عودته دون ان يظفر منها بنائل (١)
ياقوت المسعودي : وظل ابن الرسول في نيابتا على مكة الى عام ٦٢٥ ثم عاد الى اليمن وتولى النيابة بعده في مكة ياقوت بن عبد الله المسعودي وذلك في جمادي الآخرة من السنة المذكورة وكان يلقب نفسه «أمير الحاج والحرمين ومتولي الحرب بمكة ومدير اموال الجند» (٢)
موت المسعودي في مكة : وفي سنة ٦٢٦ قدم الملك المسعود الى مكة لزيارتها فما لبث أن أصيب بمرض الفالج فتعطلت يداه ورجلاه عن العمل وقاسى ما لا يطاق من الآلام المبرحة حتى ذكر أنه قال لرجل مغربي أن نفسي لا تطيب لكل ما لدي من أموال فتصدق علي بكفني فبعث اليه المغربي بمائتي درهم مع ما يكفي لكفنه ثم ما لبث ان اشتد عليه المرض وتوفي بعد أن اوصى بأن لا يدفن الا في مدافن الغرباء وقد بنى عليه أحد عبيده بعد ذلك قبة يقول السنجاري (٣) انها كانت باقية الى عهده .. وأقول : اذا كانت القباب تبنى على مثل هؤلاء فما ارخص القباب بين الشارات.
طغتكين : وبوفاة الملك المسعود اضطرب أمر الحكم في مكة وقام اصحاب مصر من الأيوبيين يناوئون الحكم اليمني في مكة ودامت الاضطرابات بين الفريقين عدة سنوات. ذلك ان ابن رسول في اليمن عندما بلغته وفاة الملك
__________________
(١ و ٣) منائح الكرم للسنجاري «مخطوط»
(٢) شفاء الغرام ٢ / ١٩٩