من آل زيد اذا شايع نقل الامارة الى آل بركات فان في ذلك ما يستحق الاكبار.
يحي بن بركات : ونودي بالشريف يحي بن بركات اميرا على البلاد في ٦ ذي الحجة عام ١١٣٠ فغادرها على الفور علي بن سعيد دون أن يبدي مقاومة وكانت ولايته لا تتجاوز مدتها بضعة اشهر (١).
واشتهر يحي باليقظة فقد ذكروا انه كان يشارك العسس في اعمالهم طوال الليل حتى يؤذن الفجر فيصلي جماعة في المسجد الحرام حتى انه لم يترك ذلك ليلة زواجه (٢).
وبالرغم من ذلك فانه ما لبث ان استؤنف النزاع بين ذوي بركات وذوي زيد وقد اصر ذوو زيد على مناهضة الحكم الجديد حتى يظفروا بالامارة لانفسهم وقد فعلوا هذا على اثر تقلده الحكم بزمن قصير واستمروا عليه طوال سنة ١١٣١ وبعض سنة ١١٣٢ وساعدهم على هذا موت عبد المحسن بن زيد في هذه الاثناء وقد استطاعوا قلب الامارة واعلان الحرب ضد الامير فاجلوه عن مكة واستولوا عليها (٣)
مبارك بن احمد بن زيد : وباستيلائهم عليها اختاروا أخا عبد المحسن بن زيد ـ مباركا ـ فنادوا بامارته في عام ١١٣٢ فظل على ذلك بقية العام وبعضا من سنة ١١٣٣ ثم استأنف الخلاف سيرته بين انصاره من ذوي زيد وخصومه من ذوي بركات فتألب الخصوم ضده وكانت حجتهم ان مباركا لا يفيهم حقوقهم وظلوا على تألبهم زمنا غير يسير ثم زحفوا مهاجمين الى مكة فخرج مبارك للقائهم في شوال عام ١١٣٣ وقد حمل عليهم حملة صادقة ففرقهم ثم صالحهم على ان
__________________
(١) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٩
(٢) اتحاف فضلاء الزمن للطبري المكي «مخطوط»
(٣) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»